انقذوا الوطن من هؤلاء

كل مواطن مغربي حقيقي يعرف أن الوطنية عباءة مقدسة يجب أن تظل بعيدة عن تقلبات السياسة اليومية وصراعاتها الضيقة.

في طنجة, نجد العمدة منير الليموري يحاول، بسذاجة ، أن يظهر نفسه كحامي للرموز الوطنية، مستعينًا بخريطة المغرب كدرع يتخفى خلفها بأخطائه الفادحة والفاضحة.

مؤخرًا، تم رصد محاولات من العمدة لتسويق صورته عبر بعض المواقع الإلكترونية، حيث يظهر مُتحدثًا ووراؤه خريطة المغرب- مع صورة شخصية له أكبر من الخريطة عوض أن يضع صورة جلالة الملك محمد السادس نصره الله- في محاولة واضحة لتنقية صورته المتدهورة. هذه الحركات تثير الشكوك دائمًا حول الشخصيات التي تبالغ في تأنيق صورتها قبل أي حملة تفتيشية, دون أن تقدم العمل الفعلي الذي يحتاجه المواطنون.

يسعى هذا العمدة -بذكائه السياسي المثير للشفقة- جاهدًا لتقليد شعبية نهضة بركان، مغردًا خارج السرب الوطني الأصيل. ينسى، أو ربما يتناسى، أن السحر قد ينقلب على الساحر. السحر هنا ليس بالخفة، وإنما بالممارسة الرديئة للسياسة التي تستخدم الوطنية كقناع للأخطاء الإدارية الجسيمة.

الصورة التي يستغلها العمدة لتسويق صورته
الصورة التي يستغلها العمدة لتسويق صورته

 

الوطنية، كما نعلم، ليست شعارًا يرفع أو صورة تُلتقط أمام خريطة الوطن، إنما هي عمل دؤوب ومستمر يهدف لتحقيق مصلحة الشعب والدولة.

كما قال جلالة الملك محمد السادس في خطابه التاريخي، “المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها”، عبارة لا تحتاج إلى تأكيد من أحد، وخاصة من الفاشلين الذين يخفون أخطاءهم خلف الرموز الوطنية.

الوطنية الحقيقية تكمن في العمل الجاد والمخلص الذي يتجاوز الظهور الإعلامي إلى إنجازات ملموسة تلمس حياة المواطنين كل يوم.

العمدة الذي يفترض أن يدير المدينة بكفاءة وفعالية، يبدو أنه اختار أن يمارس دورًا لا يتناسب مع مهامه. بدلاً من أن يعمل على تحسين البنية التحتية وتقديم الخدمات لمواطنيه، يتوارى خلف ستار الوطنية المزيفة، محاولًا أن يصرف الأنظار عن فشله بإعادة إنتاج نمط سياسي غريب يعتمد على الظهور وليس على الإنجاز,أليس من الأجدر أن يركز جهوده على إدارة المدينة بدلاً من تقمص دور وزيرة السياحة أو رئيس المكتب الوطني للسياحة؟

فلنتذكر جميعًا أن الوطن ليس لعبة في يد سياسي ماكر يسعى للبقاء في السلطة، بل هو تراكم لجهود جميع المواطنين الذين يعملون بجد وإخلاص. الوطن هو الملجأ الأخير لكل فرد يسعى للعيش بكرامة وأمان، ولا يجب أن يُستخدم كأداة للتسويق السياسي أو لمداراة الأخطاء.

وفي النهاية، يجب على العمدة أن يدرك أن الزمن قد تغير، وأن المغرب اليوم يحتاج إلى قادة حقيقيين يرفعون من شأن الوطن بأعمالهم لا بصورهم، وأن تلك الأفعال هي التي ستبقى في ذاكرة الأجيال القادمة كدليل على إخلاصهم وتفانيهم في خدمة المغرب العظيم.

أحمد شبيه-طنجة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *